الدنيا لسه بخير أومال في إيه بقا ؟؟؟

قراء المدونة الكرام ... مرحبا بكم من جديد...

اليوم أتكلم عن موضوع غريب بعض الشيء..هو بالطبع ليس غريباً .. لكنه أصبح نادرا .. إنه الخير .. كثيرا ما نضحك ... لكن لنسأل أنفسنا سؤالاً .. هل الضحك من قلوبنا ؟!!؟ كلا .. إسأل نفسك متي كانت آخر مرة ضحكت فيها من قلبك .. أو كنت سعيداً حقاً .. ستجد نفسك لا تتذكر .. لماذا؟؟ لأن الخير قلَّ في هذا الزمان. كنت أعتقد أن الخير انتهى أو انعدم ولكن أفاجأ ببعض المواقف تؤكد صدق حديث سيدنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- " الخير في وفي أمتي إلي يوم يبعثون " صدقت يا حبيبي يا رسول الله. اللهم اجمعنا بك عند الحوض الشريف لنشرب من يدك الكريمة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا.. اليوم كالعادة صحيت من النوم صليت وذهبت إلي الكلية وانتهيت من الراوند المطلوب وعدت الي ميت غمر.. ذهبت لشراء أغراضاً للمنزل وفي الطريق .. حدث موقف عادي قد يمر علينا .. لكنه حرَّكني فكتبت هذا الموضوع .. أثناء مروري علي إحدى المحلات وكان المحل ناصية شارع صغير متفرع من شارع بورسعيد وكان صاحب المحل ينظف المحل .. فكان يكنس التراب علي الأرض وأثناء مروري إذا به يجر التراب أمامه بقوة ليرمي به خارج المحل تصادف ذلك مع مروري ولكنه لم يكن يراني كونه بداخل المحل وأنا قادم من شارع بورسعيد .. فطار التراب ولم يصبني منه ذرة واحدة.. فحدث شيء أزهلني .. وجدت صاحب المحل -رجل في الستينات من العمر أعتقد أنه يكبر أبي رحمه الله في العمر- يعتذر وبخجل وااااضح قائلاً " أنا آسف يابني والله ما شوفتك .. حقك عليا وجاء مسرعاً وأخذ ينفض البنطلون بتاعي ... الدهشة أزهلتني وأصبت بازبهلال حاد في المشاعر -لا والله الموقف أثر فيا - فما كان مني الا أن أمسكت بيده قائلاً له " العفو يا حاج ما حصلش حاجة ولا في تراب ولا حاجة وحتي لو في ولا يهمك يا حاج " .. فإذا به يربت على كتفي قائلاً " الله يسترها معاك يابني " ياااه دعاء جميل جداً فماذا في الدنيا أفضل من الستر ؟؟؟ أري أننا في الدنيا لا نحتاج أكثر من شيئين : الستر والصحة. اللهم استرنا أجمعين ... حرَّكني هذا الموقف إذ أني أرى أن الإحساس قلَّ أو انعدم في هذا الزمان .. لكن الخير مازال موجوداً .. وصدق رسول الله -صلي الله عليه وسلم- .. فبرغم عموم الشر وانتشار الأحقاد والضغائن إلا أن الخير مازال موجوداً .. فكم من أخ يكره أخيه -إبن أمه وأبيه- ويتمني له الهلاك .. لكن دائماً الخير موجود أذكر مثلاً شخصين أعرفهما .. إثنين إخوات .. محمد وإبراهيم .. الإتنين إتجوزوا وخلفوا وعايشين في بيت واحد مع والدهم ووالدتهم .. محمد خلف ولد أسماه إبراهيم وإبراهيم خلف ولد أسماه محمد. كنت يوماً ما في زيارة لهما فقلت لهما " مسميين ولادكم بأسامي بعض ؟؟ ربنا يديم عليكم الحب " قالوا -بهذار طبعا- " حب إيه يا عم الحج ؟؟ دانا مسمي إبني ابراهيم علشان عالغدا أقوله كل يا إبراهيم يا كلب والثاني يقولي وأنا مسمي إبني محمد مخصوص علشان عالغدا أقوله كل يا محمد يا واطي هههههههه تخيلوا إختاروا أسامي أولادهم من أجل المزاح والنقار مع بعض .. أدام الله عليهم الحب ... فأخذ السؤال يتحرك بداخلي ..طب ما الدنيا لسه بخير أومال في إيه بقا ؟؟؟

هي دعوة للتفاؤل .. دعوة للحب .. حبوا بعض أكتر .. حبوا ربنا أكتر هتلاقوه بيحبكم أكتر وأكتر ..

يارب البوست يعجبكم

دمتم سالمين

د.محمد الجوهري